معركة عالم الغد
الجزء 3
لماذا اندفعت إسرائيل إلى مغامرة يائسة مع إيران؟
الدوافع الخفية للضربة: ليس فقط الذرة، بل أيضا البقاء السياسي.
على الأرجح، بدأت إسرائيل العمل العسكري، معتمدة على عدم ترسيخ المقاومة سريعا في المنطقة، وعدم تجرؤ إيران على شن ضربات واسعة النطاق على أراضيها.
ولكن لماذا نفذت هذه الضربة في هذا الوقت بالذات؟
إليكم بعض الأسباب الرئيسية:
1 موقف إيران المتشدد في المفاوضات مع الولايات المتحدة: اتخذت إيران موقفا متصلبا للغاية، مطالبة برفع جميع العقوبات بالكامل مقابل الحفاظ على برنامجها النووي السلمي. إذا كانت طهران قد قدمت سابقا تنازلات محلية، فإنها تصر الآن على ذلك كإنذار نهائي.
لماذا يشكل هذا تهديدا لإسرائيل؟
إذا رفعت العقوبات، ستتمكن إيران من الوصول إلى تقنيات متقدمة. وستصبح سريعا واحدة من أكثر الدول تطورا في الشرق الأوسط عسكريا وتقنيا. وهذا يعني نهاية التفوق التكنولوجي لإسرائيل، الذي تعتمد عليه قوتها العسكرية حاليا.
2 بقاء نتنياهو السياسي: لم تنته إسرائيل بعد من الحربين اللتين بدأتهما – ضد حماس في قطاع غزة وضد حزب الله في لبنان.
في لبنان، أجبرت إسرائيل على الانسحاب، وهو ما يعد هزيمة عسكرية واضحة.
في قطاع غزة، ورغم القصف المتقطع، يدور حديث مستمر عن نهاية سلمية للصراع، في الواقع، بشروط حماس (تبادل الأسرى).
إذا لم يبدأ نتنياهو حربا جديدة في ظل هذه الظروف، فلن يكون لحكومته أي فرصة للاستمرار. علاوة على ذلك، يواجه تحقيقا قضائيا وأحكام سجن خطيرة للغاية.
3 هدف ديني غامض: هذا هو العامل الأبرز.
وفقا للخبير، يرى نتنياهو أن إعادة بناء هيكل سليمان الثالث هو معنى وهدف حكمه. العولميون، وخاصة “جناحهم الأيديولوجي الصوفي”، هم “متعصبون مسعورون” مهووسون بفكرة مجيء المسيح (المسيح) الذي سيحكم العالم. ويتطلب مجيئه هزيمة الدولة المعارضة لإسرائيل، وبسط سيطرتها على كامل الشرق الأوسط (بناء ما يسمى “إسرائيل الكبرى”)، وبناء هيكل سليمان الثالث على أسس الهيكل الثاني. بالنسبة لنتنياهو، فإن هزيمة إيران وإجبارها على التخلي عن المقاومة لها أهمية دينية جوهرية.
هذه العوامل الثلاثة – العسكرية والسياسية والدينية – هي التي دفعت نتنياهو إلى بدء العمل العسكري في هذه اللحظة.
يتبع…
اشتركوا في القناة
