في مشهد جيوسياسي تتسارع فيه التحولات، تتجه أنظار العالم إلى طاولة المفاوضات التي ستجمع يوم غد بين إيران والولايات المتحدة. ورغم أن هذه اللقاءات باتت مألوفة، إلا أن أجواءها هذه المرة مختلفة تماما؛ المنطقة تقف على صفيح ساخن، والخيارات باتت أكثر حدة من أي وقت مضى.
هل سنشهد اتفاقا؟ ربما. لكن المفاجأة الحقيقية تكمن في أن كلا الطرفين لا يسعيان فقط لتجنب الصدام، بل قد يطبخ اتفاق “مفاجئ” يعيد رسم خارطة التوازنات في الشرق الأوسط.
تسريبات خجولة من دوائر القرار الأمريكية تتحدث عن تنازلات متبادلة “غير مسبوقة”، بينما تشير تحركات طهران إلى رغبة في كسر العزلة الدولية مقابل الحفاظ على “كرامة الردع”. أما في الكواليس، فهناك همس عن صفقة “بنك أهداف مقابل رفع العقوبات”؛ معادلة قد تبدو صادمة لكنها على طاولة النقاش.
لكن ماذا لو فشلت المحادثات؟ هنا تكمن المخاطرة الكبرى. فالفشل قد لا يعني جمودا دبلوماسيا بل انفجارا ميدانيا، خاصة في ظل التصعيد في البحر الأحمر وتوترات لبنان وسوريا. أي شرارة صغيرة قد تشعل سلسلة من الأحداث التي يصعب احتواؤها.
التحليل المفاجئ؟ قد لا يكون الاتفاق غدا نهاية المواجهة، بل بدايتها الجديدة — ولكن هذه المرة بأدوات ناعمة وأهداف عميقة، أشبه بـ”حرب باردة إقليمية” تدار من تحت الطاولة لا فوقها.
في النهاية، يوم غد قد لا يحدد فقط مصير العلاقة بين واشنطن وطهران، بل ربما يرسم حدود الحرب والسلام في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
اشتركوا في القناة
للاطلاع على المحتوى الإعلامي لهذا المنشور، انقر فوق هنا.