دمشق – لم يكن أحد يتوقع أن تتسبب عبارة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في إشعال فتيل أزمة قد تعيد إلى الواجهة كوابيس الحرب الأهلية السورية. لكنها سوريا، حيث الجراح لم تندمل، والنار لا تزال تحت الرماد.
في الأيام الماضية، شهدت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية توترا غير مسبوق، بعد انتشار فيديو يزعم أنه يحتوي على إساءة مباشرة للنبي محمد، نسب إلى أحد شباب الطائفة الدرزية. سرعان ما انتشرت ردود الفعل الغاضبة في مناطق مجاورة ذات غالبية سنية، وخرجت دعوات للقصاص والرد، وسط مخاوف من تفجر صراع طائفي جديد.
السؤال الذي يقلق السوريين اليوم: هل ما حدث هو مجرد حادث فردي؟ أم أن هناك أطرافا تسعى لتحويل سوريا إلى ساحة جديدة لصراعات دينية؟
مصادر محلية أكدت أن جهود وساطة بين شيوخ العقل الدروز وزعماء عشائر سنية بدأت بالفعل، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى مواجهة مفتوحة. لكن في المقابل، شهدت بعض القرى اشتباكات محدودة وقطع طرق، وسط تصاعد خطاب الكراهية على الإنترنت.
اللافت أن هذه الأزمة تأتي في وقت تشهد فيه السويداء حركة احتجاج مدني ضد النظام، ما يفتح الباب أمام نظريات عن استغلال الحادثة لضرب حالة التمرد السلمي وتشتيت الأنظار عن المطالب السياسية.
من يشعل النار؟ ومن يدفع الثمن؟
ما بين الشتيمة ورد الفعل، تقف سوريا على حافة هاوية جديدة. هل تعود لغة العقل، أم يفتح باب جديد من أبواب الجحيم؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب.
اشتركوا في القناة