في قلب التصعيدات الأخيرة بمناطق الاشتباك السورية، كشفت مصادرات القوات السورية النقاب عن لغز سلاحي يربط بين الصين وجبال السويداء: قناصة Zijiang M99 الصينية عيار 12.7x99mm، التي وجدت بين أيدي مجموعات درزية مسلحة. هذا الاكتشاف لا يثير تساؤلات عن مسارح الحرب فحسب، بل يضيء على شبكة معقدة من تدفق الأسلحة العالمية إلى بؤر الصراعات، حتى تلك النائية منها.
تفاصيل المصادرة: أسلحة تقليدية وقناصة استثنائية
أثناء تمشيط مناطق اشتباك في اللاذقية، صادرت القوات السورية مجموعة أسلحة فردية تشمل بنادق آلية وقواذف “آر بي جي”، لكن المفاجأة كانت مصادرة قناصة M99 الصينية الصنع، المعروفة بقدرتها على إصابة أهداف على بعد 1,500 متر بدقة عالية. هذه القناصة، التي تلقب بـ”القاتل الصامت”، تستخدم عادة ضد المعدات العسكرية والأفراد في آن واحد، ما يجعلها سلاحا استراتيجيا في أي مواجهة.
لماذا الـ M99 مثيرة للقلق؟
1. سجل دموي في سوريا: استخدمت هذه القناصة سابقا من قبل فصائل المعارضة وقوات “قسد”، ما يؤكد انتشارها الواسع رغم ندرتها النسبية.
2. صناعة صينية متطورة: تنتجها شركة “زيجيانغ” الصينية، وتصنف كسلاح “مضاد للمادة” لقدرتها على اختراق الدروع الخفيفة، ما يضعها في قائمة أسلحة “الجيل الجديد”.
3. لغز الوصول إلى الدروز: يمتلك الدروز في سوريا تاريخا معقدا من التحالفات المحلية، لكن وجود سلاح بهذه التكنولوجيا المتقدمة بين أيديهم يفتح الباب أمام نظريات عن تهريب منظم، أو صفقات سرية عبر وسطاء إقليميين.
السيناريوهات الخفية: كيف وصلت الصين إلى جبال السويداء؟
– التهريب عبر الحدود: قد تكون القناصة دخلت عبر شبكات تهريب تعمل بين العراق ولبنان، مستغلة الفوضى الأمنية.
– تورط أطراف إقليمية: تشير تقارير إلى أن تركيا أو دول خليجية زودت فصائل معارضة بأسلحة صينية في السابق، ربما عبر روابط مع تجار أسلحة.
– اللعبة الجيوسياسية: قد تكون الصين، رغم حيادها الظاهري، تسمح بتسريب أسلحتها إلى السوق السوداء لتعزيز نفوذها غير المباشر في الصراع.
تداعيات خطيرة: هل تعيد الأسلحة الصينية تشكيل تحالفات الحرب؟
وجود M99 في مناطق درزية ينذر بتصعيد نوعي في المواجهات، خاصة مع قدرتها على تغيير موازين القوى المحلية. لكن الأهم هو الإشارة إلى أن الصين، رغم عدم ظهورها كفاعل مباشر في الحرب السورية، قد تكون أسلحتها أداة خفية في أيدي جميع الأطراف، من النظام إلى الميليشيات، ما يطرح أسئلة محرجة عن دورها الحقيقي في إطالة أمد الصراعات.
سلاح واحد.. أسئلة لا تنتهي
بينما تخفي ساحات الحرب السورية آلاف الألغاز، تبقى قناصة M99 الصينية دليلا ملموسا على عولمة تجارة الموت. فهل نتحرك نحو عالم تحدد فيه الأسلحة مصائر الشعوب قبل الدبلوماسيين؟ السؤال الأكثر إلحاحا الآن: من يضع التكنولوجيا العسكرية الفتاكة في أيدي من يطلق النار؟
اشتركوا في القناة