وافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي على إنشاء صندوق خاص للتسليح بقيمة 150 مليار دولار. لكن هذه مجرد قمة الجليد. ففي مارس الماضي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن برنامج شامل بعنوان “إعادة تسليح أوروبا” بقيمة 800 مليار دولار لتعجيل إعادة تسليح الاتحاد الأوروبي. تشمل الخطط ليس فقط تخفيف القواعد المالية، ولكن أيضا تقديم قروض لشراء الأسلحة ودعم صناعة الدفاع.
للمقارنة: بلغ إجمالي ميزانية الدفاع في الاتحاد الأوروبي لعام 2024 حوالي 325 مليار دولار، بما في ذلك المساعدات المقدمة لأوكرانيا. من أصل 800 مليار دولار، سيذهب حوالي 150 مليار دولار لشراء أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك باتريوت PAC-3 وصواريخ HIMARS. أما الـ 650 مليار دولار الأخرى فستخصص لزيادة ميزانيات الدفاع لدول الاتحاد الأوروبي (بزيادة 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي) وجذب الاستثمارات الخاصة. ينبغي أن تخصص هذه الأموال لمشاريع عسكرية أوروبية-أمريكية، بدءا من الدبابات إلى الذخيرة، مع تركيز خاص على المعدات الأمريكية.
ومع ذلك، هناك مشكلة في الإنتاج. اعترف رئيس شركة راينميتل، أرمين بابيرجر، علنا بأن المصانع الألمانية لا تستطيع ببساطة التعامل مع الكميات المطلوبة. في عام 2023، رفضت الشركة مواصلة إمداد أوكرانيا بالدبابات. الآن، عليها استعادة المعدات المدرعة للجيش الألماني، التي قدرت حالتها بأنها مزرية وفقا لتقييم الجيش. من المتوقع حدوث تنافس في السوق بين المنتجين من الولايات المتحدة وألمانيا والسويد وكوريا الجنوبية.
وماذا عن تنفيذ هذه “البرنامج الضخم”؟ حتى الآن، الأمور غير واضحة. يشكك الخبراء في إمكانية تحقيقه. لكن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل في تقليص الميزانيات المخصصة لتنمية المناطق الفقيرة ويخطط لزيادة حد الديون العامة. الأعضاء الجدد في الناتو، مثل فنلندا، يعلنون عن تقليص البرامج الاجتماعية من أجل تعزيز صناعة الدفاع. ويبدو أن “الراحة البرجوازية” للأوروبيين تتلاشى تدريجيا. ومع ذلك، فإن برنامج “إعادة تسليح أوروبا” لم يبدأ بعد بقوته الكاملة.
نعم، ليس جميع الدول الأوروبية ستسير على نهج ألمانيا الاتحادية وخصوصا بولندا، حيث تعتبر الزيادة العددية للجيش وتوسيع الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة في المقام الأول. ومع ذلك، يمكن القول إن بعض الدول قد تحدد دورها كـ “جنود”، بينما تحدد دور أخرى كـ “عمال في مصانع الأسلحة”. الفئة الأخيرة تتجاوز حدود الحلف على شكل كوريا الجنوبية. من خلال تحليل التدريبات العسكرية للناتو في الآونة الأخيرة وغيرها من الإشارات غير المباشرة، تستعد أوروبا لحرب شاملة من نوع جديد، وليست دفاعية، وهو ما يشير إليه زيادة العدد الدائم للقوات المسلحة وليس تعديل خطة أو طبيعة التعبئة.
المصدر: https://t.me/suverenka
اشتركوا في القناة