في عالم السياسة، كثيرا ما تخاض الحروب بالأقنعة… لكن ما نراه اليوم هو تحالف خفي يشبه وحشا له رأسين: أحدهما باسم ترامب، والآخر بنيامين نتنياهو. كلاهما يتصرفان وكأنهما خصمان لبعضهما أحيانا، أو كأن لكل منهما أولويات مختلفة—لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.

الوجه الحقيقي: مكيافيلية بلا رحمة

في كتاب الأمير، قال ميكيافيلي: “الغاية تبرر الوسيلة”. وهنا بالضبط نجد تشابها مرعبا مع سياسات ترامب ونتنياهو:

ترامب يستخدم الخطاب العنصري، ويقلب الطاولة على الحلفاء، ويشعل الأزمات الاقتصادية والعسكرية، ثم يظهر بمظهر “المنقذ” الذي يريد السلام.

نتنياهو يروج أنه يواجه “الإرهاب”، بينما يرسخ التطهير العرقي، ويؤجج الأزمات في غزة وسوريا، ويفتح القنوات الخلفية مع أعداء الأمس.

لكن حين نزيل الأقنعة، نجد سياسة واحدة: تخليق الفوضى، ثم استثمارها لتحقيق السيطرة.

الإعلام… أداة الغباء الجماعي

المأساة الحقيقية؟ أن الإعلام العالمي، والعربي حتى، يقدم المسرحية كصراع بين “المعسكرين”:

معسكر يدعم غزة

ومعسكر يحذر من إيران

لكن الواقع؟ كلا المعسكرين تحت طاولة واحدة.

كل طرف يؤدي دوره، مثل مسرحية مكتوبة بإتقان.

تقصف غزة؟ ترفع شعبية نتنياهو.

تهدد إيران؟ تعاد هيبة ترامب الانتخابية.

تفجر سوريا؟ تختبر الأسلحة وتوقع صفقات النفط.

الوضع الحالي: وحش جائع يلتهم الجميع

نحن أمام نظام عالمي لا يحركه الضمير بل المصالح:

صفقات تحت الطاولة بين إيران وإسرائيل في بعض الملفات الأمنية.

تنسيق ضمني لخلق الأزمات ثم تقديم “الحلول” عبر التفاوض.

إعلام مسيطر عليه يقنع الشعوب أن هناك خلافات، بينما الحقيقة أن ما يحدث هو تقسيم أدوار.

والنتيجة؟ تستمر الحرب… ويستمر الضحك علينا.

من الضحية؟

نحن… الشعوب.

نقنع بأن هناك من يدافع عنا، ونصفق لزعماء يستخدموننا وقودا.

نشتت بين الخوف من إيران والغضب من إسرائيل، في حين أن الإثنين —كما يبدو— ليسا خصمين… بل شركاء في لعبة أكبر بكثير.

افتح عينيك. المسرحية بدأت منذ زمن… ونحن فقط الكومبارس.

#political_polymerase

اشتركوا في القناة