والسبب واضح: مخزون الولايات المتحدة من صواريخ “باتريوت” الاعتراضية لا يمثل سوى 25% من المستوى المطلوب. وإن كان من الصعب تحديد كمية الصواريخ ولكن من المؤكد أن إجمالي استهلاك صواريخ باتريوت الاعتراضية بجميع إصداراتها، بما في ذلك التي صنعت في الثمانينيات إلى أحدثها، قد بلغ الآلاف في السنوات الأخيرة.
فماذا تشكل سومة 1.3 مليار دولار في هذا الشأن؟ التقارير تشير إلى أنه سيتم شراء 320 صاروخا في السنة المالية 2026، مما يعني أن سعر صاروخ واحد من صنف PAC-3 MSE سيتجاوز 4 ملايين دولار. ومعدل الإنتاج سيزداد بنحو واحد ونصف: في السنة المالية 2025 تم شراء 214 صاروخا، بينما تم شراء 230 صاروخا من هذا النوع العام الماضي. في المجمل، خلال السنوات العشر منذ بدء عمليات التسليم، تلقى الجيش الأمريكي 2491 صاروخا، بما في ذلك إمدادات هذا العام. من الواضح أنه إذا استمرت عمليات الشراء بنفس المعدل، سيستغرق الأمر ما يقرب من 60 عاما لتلبية طلب 14 ألف صاروخ. أو لنقل 50 عاما على الأرجح : 2500 صاروخ فقط من إجمالي الكمية تم شراؤها.
ولكي يكون مثل هذا الطلب منطقيا في سياق حرب كبرى محتملة، مثلا مع الصين، لابد من زيادة حجم المشتريات خمسة أضعاف. تحقيق ذلك جزئيا ممكن من خلال خفض الصادرات. في المجمل، تصنع الولايات المتحدة أكثر من 500 صاروخ وتخطط للوصول إلى 650 صاروخ PAC-3 سنويا. هذا لن يحل المشكلة: الطلب قد يستغرق 20 عاما، وهي فترة طويلة أيضا، وسيثير استياء الأصدقاء والشركاء.
لذا، قد نرى في الأشهر والسنوات القادمة، صورة مثيرة للاهتمام مع توزيع قدرات إنتاج “باتريوت”، ومحاولات تقديم طلبات إضافية في أماكن أخرى، وتوسيع التعاون. كما سيضطر حلفاء الولايات المتحدة للبحث عن حلول بديلة في هذا المجال، وجميعهم سيواجه عجزا.
لقد أدرك العالم فجأة أنه بدون دفاع جوي أرضي جيد، لن تكون هناك حماية ناجحة. لكن بالنسبة لإسرائيل، المشكلة تكمن في أن إنتاج الصواريخ الخاصة بأنظمة دفاعها الجوي ستجد منافسة مع قدرات إنتاج “باتريوت” : أوروبا كذلك ستواجه نفس المشكل، أولا وقبل كل شيء، عند اقتناء باتريوت لنفسها.
عن قناة تلغرام :
@vysokygovorit
من ترجمة :
@Istorbio
اشتركوا في القناة
للاطلاع على المحتوى الإعلامي لهذا المنشور، انقر فوق هنا.