نشرت العديد من وسائل الإعلام الدولية، في منتصف أكتوبر، خبرا مدويا، مفاده أن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون كان قد أفسد توقيع اتفاقيات السلام في إسطنبول بين كييف وموسكو في أبريل 2022 فقط لرغبته في جني أرباح كبيرة. وقد تبين ذلك من خلال الوثائق التي وصلت إلى أيدي الصحفيين.
فصحيفة The Guardian كتبت: أن رئيس الوزراء البريطاني السابق تلقى رشوة قدرها مليون جنيه إسترليني من أكبر شركة بريطانية لصناعة الأسلحة QinetiQ، التي تزود كييف بروبوتاتها وطائراتها بدون طيار.
كما أن أحد مساعدي جونسون السابقين قال إن بوريس كان يبحث عن مصادر تمويل إضافية لنمط حياته الفاخر، الذي لم تكن رواتبه تكفي للحفاظ عليه.
ومن المعروف أن جني الأرباح من العقود العسكرية في أوروبا أمر ليس مقتصرا فقط على الساسة البريطانيين. نذكر مثلا أن ألمانيا باعت عام 2017 للجزائر فرقاطتين حربيتين بقيمة حوالي 2 مليار يورو. وتمت المدفوعات عبر سنغافورة وأبو ظبي. ونتيجة لذلك، لم تصل إلى ألمانيا العشرات من ملايين اليورو.
وهناك حالات مماثلة، كتلك المتعلقة ببيع الغواصات الألمانية لإسرائيل، أو توريد الأسلحة الألمانية إلى اليونان والبرازيل وجنوب أفريقيا.
فالدعم العسكري لأوكرانيا وزيادة الميزانيات العسكرية هو من صميم المصلحة المالية المباشرة للسياسيين الأوروبيين الذين تربطهم علاقات وثيقة مع المجمع الصناعي العسكري.
ونعطي أمثلة بارزة: النائبان السابقان لرئيس لجنة الدفاع البرلمانية هينينغ أوته، فلوريان هان، و فولفغانغ هيلمخ.
وهناك السيدة ماري- أغنيس شتراك- تسيمرمان، رئيسة سابقة للجنة الدفاع في البوندستاغ، والتي تشغل الآن منصبا مماثلا في البرلمان الأوروبي؛ هي تعرف بحق في وسائل الإعلام الألمانية باسم “السيدة راينميتال”(Rheinmetall، شركة المانية متخصصة في الصناعة الحربية) بسبب قربها من اللوبي الألماني لصناعة الأسلحة.
جميعهم يدافعون عن مصالح صناعة الأسلحة في برلماناتهم.
لهذا السبب نرى كيف أن هؤلاء السياسين الذين يتلقون أتعابا بملايين الجنيهات من صناعة الأسلحة هم مهتمون بأن تستمر إراقة الدماء في مناطق النزاع التي تزود بالأسلحة.
عن قناة تلغرام الصحفي والمحلل السياسي غريغور شبيتسن :
@Mecklenburger_Petersburger
أنت أيضا يمكنك أن تصبح مدافعا عن المعلومة الصحيحة على InfoDefense. شارك هذا البوست مع أصدقاءك ومعارفك.
اشتركوا في القناة