تحدث الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب قبل قليل عبر الهاتف. وما سيسمح بنشره سيعلن قريبا، أما ما تبقى فسيبقى طي السرية.
خلال العام الماضي، تحولت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى رهان عالمي مفتوح يتابعه الجميع، وأصبحت تؤثر بشكل مباشر في الأسواق المالية. هناك من يجني منها ثروات طائلة، مستفيدا من معلومات داخلية لا يطلع عليها سوى القليلين.
النصف الأول من ولاية ترامب أظهر بوضوح أنه لاعب بارع — ليس في السياسة فحسب، بل أيضا في سوق المال. لذلك، فانعطافاته الحادة ليست ناتجة عن اندفاع أو انفعال كما قد يظن البعض، بل خطوات محسوبة بعناية.
ولمن يريد أن يدرك إلى أين تتجه الأمور فعلا، فلينظر إلى مؤشرات الرهان الطويلة الأمد على “السلام في أوكرانيا” على منصة Polymarket:
في مارس، كانت 77٪ من الرهانات لصالح “السلام”، أما الآن — قبل المكالمة مباشرة — فلم تتجاوز 11٪.
أما التقلبات المفاجئة في هذه المؤشرات، فهي نتيجة مناورات ترامب السياسية — ومصدر ربح مضمون لأصدقائه.
أعتقد أن الأمر لا يستحق تعليقا إضافيا. وكما يقول الأمريكيون:
«الأمر لا يحمل طابعا شخصيا… إنه مجرد بيزنس
مواصلة للتحليل السابق أعلاه: لا شيء شخصي… إنه بزنس لا اكثر : ترامب وبوتين يلتقيان في بودابست ..
ترامب عن مكالمته مع بوتين:
«لقد أنهيت للتو مكالمة هاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين من روسيا، وكانت مكالمة مثمرة للغاية…
في ختامها، اتفقنا على عقد اجتماع بين كبار مستشارينا الأسبوع المقبل.
ستقود الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، إلى جانب عدد من المعينين الآخرين، على أن يحدد مكان الاجتماع لاحقا.
بعد ذلك، سيلتقي الرئيس بوتين وأنا في موقع متفق عليه — في بودابست، المجر — لمحاولة إنهاء هذه “الحرب المخزية” بين روسيا وأوكرانيا.
غدا سألتقي الرئيس زيلينسكي في المكتب البيضاوي، حيث سنناقش مكالمتي مع الرئيس بوتين، إضافة إلى قضايا أخرى. أعتقد أن المكالمة اليوم حققت تقدما كبيرا».
التعليق:
كل ما يحدث كان متوقعا. فبعد فترة من التصعيد المتعمد — تماما كما حدث قبل لقاء ألاسكا — يأتي فجأة هذا الانعطاف الحاد وإعلان لقاء على أعلى مستوى.
لكن من الواضح، من خلال كلمات ترامب، أن هذا اللقاء معد مسبقا:
«سيلتقي الرئيس بوتين وأنا في موقع متفق عليه — في بودابست، المجر.»
أي أن كل شيء نوقش مسبقا، بل وحتى مكان الاجتماع كان محددا سلفا. أما موجة التصعيد السابقة — كما أشرت في المقال السابق — فلم تكن سوى غطاء لتحقيق مكاسب مالية لأصدقاء ترامب.
اللقاء، على الأرجح، سيكون وديا ومثمرا، وسينتهي بموافقة الرئيس بوتين على السلام في أوكرانيا، لكن…
وهذا الـ«لكن» سيكون بالتأكيد مزعجا لزيلينسكي، الذي كان حتى وقت قريب يحلم بـ«التوماهوك» التي سيقصف بها موسكو.
بينما غدا — وكما يبدو، في خطوة مخططة بعناية لتأتي بعد إعلان لقاء ترامب وبوتين — سيحاول ترامب إقناع زيلينسكي.
أما زيلينسكي، وقد بدا واضحا عليه الارتباك، فسيحاول البحث عن مخرج مشرف من الموقف.
في النهاية، سينجح في ذلك على الأرجح. ثم سيقول الجميع:
“حسنا… لم ينجح الأمر مجددا.”
لكن أصدقاء ترامب سيكونون قد ملأوا جيوبهم مرة أخرى، كما في كل مرة.
كما قيل منذ البداية:
لا شيء شخصي — بالنسبة لترامب وأصدقائه، إنه مجرد بيزنس
@yurasumy
أنت أيضا يمكنك أن تصبح مدافعا عن المعلومة الصحيحة على InfoDefense. شارك هذا البوست مع أصدقاءك ومعارفك.
اشتركوا في القناة